بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
منقول عن مصطفى محمود : الكاتب محمد ابو العز
مصيدة للرجال
الوجه الجميل والتقاطيع
الدقيقة الحلوة هي نوع من الجمال يفقد تأثيره مع التعود والمعاشرة.
التعود يفقد الشكل طرافته
وجدته وحلاوته، وهذا حكم الجمال الخارجي مصيره دائما إلى الزوال وفقدان
الأثر.
الجمال الخارجي مجرد مصيدة
وجر للرجل.. منحة سخية من الطبيعة للمرأة لتصطاد بها الرجل، ونوع من خداع
البصر، فإذا تم المراد ووقع الصيد السمين في الفخ وعقد العقد ووقع المأذون
وانتقلت العروسة المزخرفة المزوقة إلى العش الموعود، ومضى شهر أو شهران بدأ
الديكور يقع، وبدأ الطلاء يسقط، والدهان يتشقق، وبدأت تظهر النفس التي
وراء الذواق والطلاء، ساعتها يبدو الجمال الحقيقي إذا كان هناك جمال حقيقي.
والجمال الحقيقي هو جمال
الشخصية وحلاوة السجايا وطهارة الروح، تلك النفس العفيفة الفياضة بالرحمة
والمودة والحنان والأمومة.
هي النفس الجميلة والعفيفة،
والعفة درجات.. عفة اللسان وعفة اليد وعفة القلب وعفة الخيال وكلها درجات
جمال.
هو الخلق الطيب الحميد،
والطبع الصبور والحليم، والمتسامح، هو الفطرة الصريحة البسيطة، والروح
الشفافة الحساسة.
كل هذه ملامح الجمال
الحقيقي.
أي قيمة لوجه جميل وطبع قاس
وخوان مراوغ خبيث؟
وأي قيمة لمقاسات الوسط
والصدر والقلب مشحون بالطمع والدناءة؟
وأي قيمة للشفاه المرجان،
واللسان يقطر بالسم والقطران؟
وأي قيمة للساق الجميلة التي
تمتد لك بشلوت، والذراع الفاتنة التي تمتد لك بقبقاب؟
وأي قيمة لباروكة لا يوجد
تحتها عقل؟ وأي قيمة لنهد نافر خصصته صاحبته لإرضاع العشاق؟ ولأرداف تتزين
للنزوات، وفم فاتن لا ينطق إلا كذبا؟
الروج المناسب للرجل المناسب
ذا أردت أن تحكم على جمال
المرأة لا تنظر إليها بعينك وإنما انظر إليها بعقلك لترى ماذا يختفي وراء
الديكور، واحذر أن تنظر إليها بعاطفتك أو غريزتك وإلا فإنك سوف تفقد عقلك
من أول نظرة، ثم يخيل إليك إنك أمام فينوس الخارجة من زبد البحر.
وفى ضباب الحواس وصخب
الإثارة تستحيل الرؤية وتتحول حدائق الحيوان إلى جنات مغرمين، وملامح
القردة إلى تقاطيع الملائكة.
المرأة كتاب عليك أن تقرأه
بعقلك أولا وتتصفحه دون نظر إلى غلافه قبل أن تحكم على مضمونه، ذوق الناقد
وليس ذوق العاشق هو الذي سوف يدلك، ولذلك تحرص المرأة بذكائها على أن تحولك
إلى عاشق أولا حتى تفقد عقلك فلا ترى الحقيقة، وأغلب الرجال لا يرون
الحقيقة إلا بعد فوات الأوان، والذين يرون الحقيقة يتحولون إلى فلاسفة
فيعشقون الحقيقة لذاتها وينسون المرأة، ويؤلفون الكتب في دراسة الجمال
وفلسفة الجمال وينسون حقيقة المرأة الجميلة، وحتى هذا الفيلسوف لا تعدم
المرأة وسيلة للضحك عليه فتقابله كل يوم وتحت إبطها كتاب.. ولقد وضعت الروج
المناسب للرجل المناسب..!
رحم الله مصطفى محمود، وغفر
له زلاته، وأسكنه فسيح جناته.. اللهم آمين.
منقول عن مصطفى محمود : الكاتب محمد ابو العز
0 التعليقات:
إرسال تعليق